سُميّت بـ لغة الضاد ولغة القرآن الكريم، وتغزل بها الكثير شعراً ونثراً منهم شعر أحمد شوقي: "إن الذي ملأ اللغات محاسناً - جعل الجمال وسره في الضاد". كما يتحدث بها أكثر من 500 مليون شخص في الوطن العربي. عدا عن المتحدثين المسلمين حول العالم اللذين يجيد بعضهم الحديث والقراءة بها ويصعب حصرهم بدقة، لكنهم يشكلون عدداً لا يُستهان به. نعم! إنها اللغة العربية، لغتنا الجميلة.
تحتل اللغة العربية المرتبة الأولى - بلا منازع - من حيث عدد الناطقين بها في الدول المطِلّة على البحر الأبيض المتوسط من جهة الجنوب والشرق، والدول الواقعة على البحر الأحمر. كما تتأرجح مرتبة اللغة العربية بين اللغات الإنسانية العالمية ما بين الرابعة والخامسة. وكل ذلك وفقاً لكتاب "100 سؤال عن اللغة العربية" من إنتاج مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي سنتحدث عنه تِبعاً.
مسجد السلطان قابوس الأكبر، مسقط، عُمان. المصدر: آنسبلاش |
أولاً، ما هو هذا المركز؟
واجهة المركز الذي رأى النور بتاريخ 23/ 7/ 1429هـ، المصدر: آرابين |
ببساطة، هو مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للتخطيط والسياسات اللغوية. وهو نتاج إيقان الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - بأهمية إيلاء المزيد من العناية باللغة العربية في ظل غياب العدد الكافي من المبادرات الداعمة لها. نتيجةً لوضعها الراهن، برزت ضرورة بذل المزيد من الجهود للمحافظة على هذه اللغة ودعمها ونشرها وتكريم القائمين عليها من علماء وباحثين.
حظي المركز بإشادة منقطعة النظير بين أوساط المثقفين والمهتمين باللغة العربية. ونلاحظ أن شعار المنصة يتضمن حرف الضاد أربع مرات، ليرمز إلى شهرة اللغة العربية بهذا الحرف. ناهيك عن اللون الأخضر للشعار الذي يدل على النضارة والحيوية التي اتسمت بها هذا اللغة في عصورها المختلفة، بخط مستلهم من ورقة الشجرة الخضراء التي تدل على الحياة والحاجة الدائمة إلى العناية والاهتمام.
ثانياً، أقسام المركز
شريط الأقسام، المصدر: آرابين |
يتضمن الموقع الرئيس لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز 6 أقسام أساسية يندرج تحت كل منها العديد من الأقسام الفرعية، إليك تلك الأقسام بالترتيب:
- المركز: يحتوي على عدة أقسام فرعية كالنبذة التعريفية والأهداف العامة واللجان والجوائز والإنجازات.
- البرامج: يوفر فروع كالنشر العلمي والتخطيط والتدريب اللغوي واليوم العالمي للغة العربية والتعاون الدولي.
- الأدلة: يتضمن التعريف بها وقواعد البيانات، إضافةً إلى مرصد اللغة العربية والمبادرات القائمة على دعمها.
- المكتبة: تُدرج في طياتها إصدارات المركز من كتب ومجلات ورقية يمكن شرائها أو إلكترونية يمكن تحميلها.
- المركز الإعلامي: المخصص للأخبار والأحداث والفعاليات والأدلة وروابط خارجية وإعلانات الشركاء وما إلى ذلك.
- التواصل: وأخيراً قسم التواصل وتقديم الاقتراحات والملاحظات والشكاوي ومتابعة المعاملات والاتصالات.
ثالثاً، محتويات المكتبة
قسم الكتب، المصدر: آرابين |
بالحديث عن قسم المكتبة والتوسع به قليلاً لنرى ما الذي يحتويه من كتب وأبحاث تهم القارئ العربي نجد ما يلي: قسم الكتب الذي يوفر قائمة بالكتب التي أصدرها المركز. وذلك وفقاً لعدة تصنيفات منها: المحاضرات، الندوات والمؤتمرات، الدراسات، الرسائل الجامعية، مباحث لغوية، العربية في العالم، الأدلة والمعلومات، المعاجم، وكتب أخرى. إضافةً لرابط من أجل طلب الكتب وشرائها.
قسم الإصدارات الإلكترونية، المصدر: آرابين |
عند الانتقال إلى الإصدارات الإلكترونية نلاحظ وجود قائمة بجميع الكتب التي أصدرها المركز على هيئة ملفات PDF جاهزة للتحميل المباشر. في حين أن قسم المجلات يقدم لنا أبرز 3 مجلات يقدمها المركز وهم: مجلة اللسانيات العربية، ومجلة التخطيط والسياسة اللغوية، ومجلة تعليم العربية لغة ثانية بكافة أعدادهم مع نبذة عنهم وروابط الشراء والتحميل كذلك.
أما القسم الفرعي الثاني من المكتبة يُدعى المكتبة المرئية التي تحتوي بدورها ألبومات صور الأحداث والفعاليات والجلسات التي أجراها المركز منذ انطلاقه مع إمكانية تصفحها. بهذا الشكل، نجد أن القسم الفرعي الأول الذي تحدثنا عنه آنفاً هو ما يهم القارئ العربي. إذ يجدر على كل فرد منا تصفح محتوى المركز والاستفادة مِما يقدمه للمساعدة في تطوير اللغة العربية ونشرها والاعتزاز بها.
أخيراً، دعم اللغة العربية
على الرغم من الرقم الكبير لمتحدثي لغة الضاد، إلا أن الوضع من ناحية الإنتاج العلمي والأدبي والأبحاث الحديثة يُرثى له. وأثبت ذلك الحال عدة كتب وعلماء من بينهم الدكتور أحمد زويل - رحمه الله - الحائز على جائزة نوبل عام 1999 في كتابه "عصر العلم". كما اقترح زويل الكثير من الخطط والنصائح للنهوض بالواقع العربي من الحالة النامية إلى الحالة المتقدمة المزدهرة.
بدورنا ينبغي على كل فرد أن يحاول جاهداً دعم هذه اللغة التي ننتنمي لها بشتى الطرق أقلها: المطالعة والقراءة والابتعاد عن العامية ونشر المحتوى المفيد والهادف ودعم هذا المجال. وفي هذا الشأن حرر الأستاذ يونس بن عمارة مقالاً عن "كيف تدعم اللغة العربية وتغار عليها بطريقة صحيحة" و"18 طريقة تدعم بها اللغة العربية" لا بد من الاطلاع عليها واتباع فحواها بجدية.
0 تعليقات